هذه عينة من كتاب الأخلاق: بين الأديان السماوية والفلسفة الغربية الذي أصدرته دار الكاتب للنشر والتوزيع في شهر يناير من عام 2016 تعتبر الأخلاق أساس البناء الحضاري والتقدم البشري، فهي قطب الرحى والدعامة الأساسية، التي تقوم عليها حياة الفرد والمجتمع، وما سلوك الإنسان القويم إلا تعبير عن تمثله للقيم السامية التي تميزه عن الحيوان، وتخرجه من دائرة البهيمية. وقد ميز الله تعالى الإنسان وخصه عن سائر المخلوقات بالعقل، الذي يحلق بواسطته في سماء المثالية متحليا بمكارم الأخلاق وفضائل الأعمال، محققا بذلك التوازن النفسي الذي يجعله مستمرا في حياته كإنسان عاقل يدرك أفعاله، ويميز بين ما هو خير وشر لإنسانيته. ومن البيّن أن الإيمان بسماوية الأخلاق أعمق وأكثر اتساقا معرفيا ونفسيا، فشتان بين دين يقول بأن الاهتمام بالضعفاء والإحسان إليهم سبب للنصر والرزق، وبين من لا يمتلك أدنى حجة لإدانة قتل طفل لمجرد إعاقته.