فَرَجَعَ مُوسَىٰٓ إِلَىٰ قَوْمِهِۦ غَضْبَٰنَ أَسِفًۭا ۚ قَالَ يَٰقَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا ۚ أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ ٱلْعَهْدُ أَمْ أَرَدتُّمْ أَن يَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبٌۭ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَخْلَفْتُم مَّوْعِدِى
﴿٨٦﴾سورة طه تفسير السعدي
فلما رجع موسى إلى قومه وهو غضبان أسف, أي ممتلئ غيظا وحنقا وغما, قال لهم موبخا ومقبحا لفعلهم: " يَا قَوْمِ أَلَمْ يَعِدْكُمْ رَبُّكُمْ وَعْدًا حَسَنًا " وذلك بإنزال التوراة.
" أَفَطَالَ عَلَيْكُمُ الْعَهْدُ " أي: المدة, فتطاولتم غيبتي وهي مدة قصيرة؟ هذا قول كثير من المفسرين.
ويحتمل أن معناه: أفطال عليكم عهد النبوة والرسالة, فلم يكن لكم علم ولا أثر, واندرست آثارها, فلم تقفوا منها على خبر, فانمحت آثارها, لبعد العهد بها, فعبدتم غير الله, لغلبة الجهل, وعدم العلم بآثار الرسالة؟ أي: ليس الأمر كذلك, بل النبوة بين أظهركم, والعلم قائم, والعذر غير مقبول؟ أم أردتم بفعلكم, أن يحل عليكم غضب من ربكم؟ أي: فتعرضتم لأسبابه واقتحمتم موجب عذابه, وهذا هو الواقع.
" فَأَخْلَفْتُمْ مَوْعِدِي " حين أمرتكم بالاستقامة, ووصيت بكم هارون, فلم ترقبوا غائبا, ولم تحترموا حاضرا.